زاد المعاد في هدي خير العباد
النيل والفرات:
مما لا خلاف فيه بين المسلمين أن رسولنا محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وإمام المرسلين، وقد بعثه الله تعالى بالدين القويم، وجعل رسالته عامة للناس، وأقام به الملة العوجاء وهدى به البشرية التائهة إلى أقوم طريق وقد افترض الله تعالى على العباد طاعته، وتوقيره ومحبته والإقتداء بهدية واتباع سنته وترسم خطاه، وطريقته العملية التي بين فيها شرع الله تعالى ٥ مجلدات
النيل والفرات:
مما لا خلاف فيه بين المسلمين أن رسولنا محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وإمام المرسلين، وقد بعثه الله تعالى بالدين القويم، وجعل رسالته عامة للناس، وأقام به الملة العوجاء وهدى به البشرية التائهة إلى أقوم طريق وقد افترض الله تعالى على العباد طاعته، وتوقيره ومحبته والإقتداء بهدية واتباع سنته وترسم خطاه، وطريقته العملية التي بين فيها شرع الله تعالى من أول ما نزل عليه الوحي إلى أن أكمل الله تعالى هذا الدين.
وقد دعت كتب السنة والمغازي والتاريخ والشمائل أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وصفاته من أول نشأته إلى أن اختاره الله إلى جواره، ولم تدع أمراً من أموره، ولا شأناً من شؤونه دق أو جل إلا أحصته حتى إنك لتجد فيها صفة قيامه، وجلوسه، ونهوضه من نومه، وهيئته في ضحكه وابتسامه، وعبادته في ليله ونهاره، وكيف كان يفعل إذا اغتسل وإذا أكل، وكيف كان يشرب، وماذا كان يلبس، وكيف كان يتحدث إلى الناس إذا لقيهم، وما كان يحب من الألوان، وما هي حليه وشمائله.
ولسنا نعدو الحقبة إذا قلنا: إنه ليس في الدنيا إنسان كامل تحدث التاريخ عن سيرته على التفصيل كما تحدث عن تفاصيل حياة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين. وإن أوفى كتاب في هذا الموضوع هو كتاب "زاد المعاد في هدي خير العباد" للإمام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن سعد الزرعي ثم الدمشقي"، صاحب القلم الواسع والرأي السديد والمتبحر في علوم الإسلام وأصولها وفروعها وقد استوعب في كتابه هذا هديه صلى الله عليه وسلم في شؤونه العامة والخاصة واستوفى من الحديث عن أطوار حياته، وما صاحبها من أحداث، وما لابسها من أمور يجدر بكل مسلم أن يقف عليها، ويتبين أمرها، شأنه في كل تصانيفه التي تجري على نسق واحد من الجوة والإتقان، والإحاطة بالموضوع من جميع نواحيه بحيث لا يدع لباحث بعده مجالاً لأن يقول شيئاً.
وكل من يقرأ مؤلفات هذا المصنف بتبصر وتمحيص يعلم حق العلم أنه جمع من علوم القرآن والسنة، وآراء المذاهب ومقالاتهم حفظاً وفهماً، وإنه كان شديد الاعتداد بما ثبت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحاديث والأخذ بها، والعمل بموجبها وطرح ما سوها وعدم الاعتداد بقول أحد كائناً من كان إذا كان يخالفها، أو بتأولها على غير وجهها.